اسيرة العشق
التقينا..
وجلسنا فوق مقاعد ترسل إلى جسدينا سعادتها بأنها الوحيدة من بين مقاعد الكون سوف تشهد الاعتراف الأول بيننا، مقعدان كأنهما صُنعا من أجل هذا اليوم، يبدو أن من صنعهما كان عاشقًا وقرأ عليهما تعويذة عشقه متمنيًا أن يستقبل صُنع يديه عاشقين مثلنا.
وكأن عامل الكافتيريا كان يشعر بنبض قلبينا فأتى بهذين المقعدين إلى هذا المكان القصي بين شجرتين متجاورتين تتعانق أغصانهما لتهمس بأناشيد العشق.
التقينا..
تأتينا نغمات ملائكية عبر همسات صاحبة الصوت الشجي تشدو “و التقينا”.. وكأني في حلم أستدعي ما أرغب فيأتي في لمح البصر، أمتلك سر الكون فيستجيب لي صاغرًا، تُسكب الألحان والكلمات إلى روحينا، ننتشى شوقًا وألمًا، ننهل من شهد الكون أنهارًا من عشق مصفًّى.
التقينا..
ولم أتكلم.. وكيف أتكلم.. ولماذا أتكلم بعدما امتلكتُ الكون؟! الصمت أبلغ من لغات العالم.. تعود روحي هادئة، يستقر قلبي مستشعرًا راحة بعد عذاب، ترتخي أعصابي في خدرٍ لذيذ، أملأ صدري بهواءٍ مشبع بعبق المستقر أمامي يتأملني.