ظلال الموتى
#الإثارة_الرعب
#ظلال_الموتى
كانت تتحرك ببطء و آلية، فهى لا ترى أى شئ، فقط تسمع وقع خطواتها المتوجسة على البلاط الخشن الذى يغطى الممر، يغزوها صوت جنادب الليل و لهو الرياح مع أغصان الأشجار بقوة، قلبها ينتفض فى مكانه، ليست فى حاجه مطلقاً لأى توتر هذه الليله، يجب أن تكون طبيعية أمام والدتها كى لا تشعر بألمها فى ساقها، فأمها تخاف عليها كثيراً لدرجة أنها قد لا تنام ليلتها من قلقها، و ” ليلى” لا تريد أن تعكر صفو أمها بأى شئ، يكفيها ما هى فيه من ألم، فجأة ..
فجأة تعثرت قدم “ليلى” اليمنى فى شئ ملقى على الأرض، شئ فى حجم الكرة، لكنه أثقل، لم يتحرك أمامها بعد أن صدمته بقدمها، وقفت مفزوعة تتسارع أنفاسها، بحثت عن ابتسامة تطمئن بها نفسها،فلا داعى للخوف، إنها مجرد حجرة فى الطريق، تحسست بطرف قدمها الأيمن بهدوء لتحدد موقعها، ثم قررت أن تنحنى لتلتقطها و تلقى بها بين الأشجار.
قبل أن تنحنى، مدت قدمها أكثر يمينا و يساراً حولها، إنها ليست صخرة، هى أخف لأنها تكاد تتدحرج أمامها، و هى أثقل من كرة، إنه شئ له نتوءات و .. و قررت ألا تستمر فى ظنونها و أن تنحنى فوراً لحمل هذا الشئ أيا كان و تلقى به إلى جانب الممر لئلا يتعثر فيه مار آخر.
أطبقت بيدها اليسرى على حقيبتها المعلقة على كتفها الأيسر و هى تنحنى مرسلة ذراعها الأيمن إلى تلك النقطة التى حددتها بقدمها منذ قليل، وصلت يدها إلى هذا الشئ، بهدوء تتحسسه قبل أن تُمسك به .. لمست تفاصيله، غاصت أطراف أصابعها فى شئ لزج، بعد لحظة واحدة أدركت ” ليلى” ما هو هذا الشئ .. وقفت مذعورة و هى تصرخ بشدة ليختلط صراخها بصوت الرياح و جنادب الليل و تلاطم أغصان الأشجار. لقد انتصر فزعها و انقباض قلبها، تلاشت قوتها و ذهب إصرارها على التصدى لما يعتمل بداخلها، تهاوت حصونها مرة واحدة، يحتبس بداخلها الصراخ ليزيد من تأججها قبل أن تقفز قفزة سريعه تتخطى بها الزمان و المكان لتستقر فى مدخل البناية ثم تسقط فاقدة الوعى تماماً.
#ظلال_الموتى